عدد المساهمات : 35تاريخ التسجيل : 14/05/2011العمر : 40
موضوع: الجزء الأول من تفسير سورة الأنبياء الأربعاء مايو 25, 2011 10:38 am
سورة الأنبياء
وهي مكية. قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غُنْدَر، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق: سمعت عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله قال: بنو إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، هن من العتاق الأول، وهن من تلادي . بسم الله الرحمن الرحيم
[ القمر : 1، 2 ] وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن بن هانئ أبي نُوَاس الشاعر أنه قال: أشعر الناس الشيخ الطاهر أبو العتاهية حيث يقول:
النَّــــاس فــــي غَفَلاتِهِـــمْ
وَرَحــــا المِنيَّـــة تَطْحَـــنُ
فقيل له: من أين أخذ هذا؟ قال : من قوله تعالى: ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ) . < 5-332 >
[وروي في ترجمة "عامر بن ربيعة" ، من طريق موسى بن عبيدة الآمدي، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه، عن عامر بن ربيعة: أنه نـزل به رجل من العرب، فأكرم عامر مثواه، وكلّم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءه الرجل فقال: إني استقطعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم واديًا في العرب، وقد أردت أن أقطعَ لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك. فقال عامر: لا حاجة لي في قطيعتك، نـزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا: ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ) . ثم أخبر تعالى أنهم لا يُصغون إلى الوحي الذي أنـزل الله على رسوله، والخطاب مع قريش ومن شابههم من الكفار، فقال: ( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ) أي: جديد إنـزاله ( إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) كما قال ابن عباس: ما لكم تسألون أهل الكتاب عما بأيديهم وقد حَرفوه وبدلوه وزادوا فيه ونقصوا منه، وكتابكم أحدث الكتب بالله تقرءونه محضًا لم يشب. ورواه البخاري بنحوه . وقوله: ( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) أي: قائلين فيما بينهم خفْيَةً ( هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) يعنونَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يستبعدون كونه نبيًا؛ لأنه بَشَرٌ مثلهم، فكيف اختص بالوحي دونهم؛ ولهذا قال: ( أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ) ؟ أي: أفتتبعونه فتكونون كمن أتى السحر وهو يعلم أنه سحر. فقال تعالى مجيبًا لهم عما افتروه واختلقوه من الكذب. ( قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ ) أي: الذي يعلم ذلك، لا يخفى عليه خافية، وهو الذي أنـزل هذا القرآن المشتمل على خبر الأولين والآخرين، الذي لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، إلا الذي يعلم السر في السماوات والأرض. وقوله: ( وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [أي: السميع] لأقوالكم، ( الْعَلِيم ) بأحوالكم. وفي هذا تهديد لهم ووعيد. وقوله: ( بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ ) هذا إخبار عن تعنت الكفار وإلحادهم، واختلافهم فيما يصفون به القرآن، وحيرتهم فيه، وضلالهم عنه. فتارة يجعلونه سحرًا، وتارة يجعلونه شعرًا، وتارة يجعلونه أضغاث أحلام، وتارة يجعلونه مفترى، كما قال: انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا [ الإسراء : 48 ، والفرقان : 9 ] . وقوله: ( فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأوَّلُونَ ) : يعنون ناقة صالح، وآيات موسى وعيسى. وقد قال الله تعالى: وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا
[ يونس : 96، 97 ] . هذا كله، وقد شاهدوا من الآيات الباهرات، والحجج القاطعات، والدلائل البينات، على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو أظهر وأجلى، وأبهر وأقطع وأقهر، مما شُوهِدَ مع غيره من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. قال ابن أبي حاتم، رحمه الله: ذكر عن زيد بن الحباب، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا الحارث بن زيد الحضرمي، عن علي بن رباح اللخمي، حدثني من شهد عبادة بن الصامت، يقول: كنا في المسجد ومعنا أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، يُقْرِئُ بعضنا بعضا القرآن، فجاء عبد الله بن أبي بن سلول، ومعه نُمْرُقة وزِرْبِيّة، فوضع واتكأ، وكان صبيحًا فصيحًا جدلا فقال: يا أبا بكر، قل لمحمد يأتينا بآية كما جاء الأولون؟ جاء موسى بالألواح، وجاء داود بالزبور، وجاء صالح بالناقة، وجاء عيسى بالإنجيل وبالمائدة. فبكى أبو بكر، رضي الله عنه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: قوموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نستغيث به من هذا المنافق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لا يقام لي، إنما يقام لله عز وجل". فقلنا: يا رسول الله، إنا لقينا من هذا المنافق. فقال:"إن جبريل قال لي: اخرج فأخبر بنعم الله التي أنعم بها عليك، وفضيلته التي فُضِّلت بها، فبشرني أني بعثت إلى الأحمر والأسود، وأمرني أن أنذر الجن، وآتاني كتابه وأنا أمّي، وغفر ذنبي ما تقدم وما تأخر، وذكر اسمي في الأذان وأيدني بالملائكة، وآتاني النصر، وجعل الرعب أمامي، وآتاني الكوثر، وجعل حوضي من أعظم الحياض يوم القيامة، ووعدني المقام المحمود والناس مهطعون مقنعو رءوسهم، وجعلني في أول زمرة تخرج من الناس، وأدخل في شفاعتي سبعين ألفًا من أمتي الجنة بغير حساب وآتاني السلطان والملك، وجعلني في أعلى غرفة في الجنة في جنات النعيم ، فليس فوقي أحد إلا الملائكة الذين يحملون العرش، وأحل لي الغنائم ، ولم تحل لأحد كان قبلنا" . وهذا الحديث غريب جدًا.
[ الأنبياء:34 ]، وخاصتهم أنهم يوحى إليهم من الله عز وجل، تنـزل عليهم الملائكة عن الله بما يحكم في خلقه مما يأمر به وينهى عنه. وقوله: ( ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ ) أي: الذي وعدهم ربهم: "ليهلكن الظالمين" ، صدقهم الله وعده ففعل ذلك؛ ولهذا قال: ( فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ ) أي: أتباعهم من المؤمنين، ( وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ) أي: المكذبين بما جاءت الرسل به.
(10) يقول تعالى منبهًا على شرف القرآن، ومحرضًا لهم على معرفة قدره: ( لَقَدْ أَنـزلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ) قال ابن عباس: شَرَفُكم. وقال مجاهد: حديثكم. وقال الحسن: دينكم. < 5-335 > وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ
[ الزخرف: 44 ] .
حكاية وفا -> مشرفة <-
عدد المساهمات : 443تاريخ التسجيل : 29/04/2011العمر : 37
موضوع: رد: الجزء الأول من تفسير سورة الأنبياء الخميس مايو 26, 2011 7:06 am
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك ربي كل خير
ღ توأم روحے ღ -> إدارة الموقع <-
عدد المساهمات : 438تاريخ التسجيل : 13/04/2011العمر : 34
موضوع: رد: الجزء الأول من تفسير سورة الأنبياء الثلاثاء مايو 31, 2011 3:44 am