ومهما تطور العلم سيبقى علم العلماء محدودا ً,
وهذا ما أكده القرآن الكريم في قوله تعالى:
( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ً)-الأسراء.فكلما رأى العلماء أنهم حققوا نصرا ً علميا ً جديدا ًأفاقوا
من سكرتهم وزهوهم بما توصلوا إليه على وقع هذه الآية الكريمة وهي تقرع
أسماعهم بأنهم لم يحققوا إلا القليل وأنهم لن يستطيعوا الإحاطة بأسرار
الكون العظيم
وما فيه من مخلوقات...وكيف لهم من ذلك وهو صنيع البارئ سبحانه وتعالى الذي
لا يسمح لأحد من خلقه أن يحيط بشئ من العلم إلا بإذنه ولذلك قال الله تعالى:
( ولا يحيطون بشئ من غلمه إلا بماشاء)-البقرة.وفي هذا السياق نتوقف من آية من أيات الله في الكون
وتحديدا ًفي
( مملكة النحل).ففي كل يوم يكتشف العلماء شيئا ً جديداً في سلوك النحل ويعجبون من الذي علم
النحل هذا السلوك , ويبقى قول الله عز وجل:
( فاسلكي سبل ربك ذللا ً) لا تنقضي عجائبه.
وفي كل يوم يزداد إيماننا ً بكتاب ربنا ويزداد حبنا لهذا الدين الحنيف...
والسب لهذا كثرة الحقائق العلمية التي يزخر بها هذا القرآن ومن عجائب النحل
كما ورد في الموسوعة الحرة-ظاهرة يسميها العلماء
ظاهرة:
( السكر عند النحل).فبعض النحل يتناول أثناء رحلته بعض المواد المخدرة مثل
مادة ( الإيثانول)-ethanol-.وهي مادة تنتج بعد تخمر بعض الثمار الناضجة في الطبيعة , فتأتي النحلة لتلعق
بلسانها قسما ًمن هذه المواد فتصبح
( سكرى ) مثل البشر.
ويمكن أن يستمر تأثير هذه المادة
48ساعة.
إن الأعراض التي تحدث عند النحل بعد تعاطيه لهذه المسكرات تشبه الأعراض
التي تحدث للإنسان بعد تعاطيه لهذه المواد.
ويقول العلماء إن هذه النحلات السكرى تصبح عدوانية ومؤذية لأنها تفسد العسل
وتفرغ فيه هذه المواد المخدرة مما يؤدي إلى تسممه ولكن
الله عز وجل قال:
( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس)- النحل.فماذا هيئا الله لهذا العسل ليبقى سليما ً ولا يتعرض لأي مواد سامة.
من رحمة الله تعالى بنا ولأنه جعل في العسل شفاء .
فمن الطبيعي أن يهيئ
الله وسائل للنحل للدفاع عن العسل وبقائه صالحا ً للاستخدام ,
وهذا ما دفع العلماء لدراسة هذه الظاهرة ومتابعتها خلال 30 سنة ,
وكان لا بد من مراقبة سلوك النحل.
بعد المراقبة الطويلة لاحظوا أن في كل خلية نحل هناك نحلات زودها الله بما يشبه أجهزة إنذار.
تستطيع تحسس رائحة النحل السكران وتقاتله وتبعده عن الخلية.
وتأملوا الحكمة التي يتمتع بها عالم النحل حتى النحلة التي تسكر مرفوضة وتُطرد بل وتُجلد
من قبل بقية النحلات المدافعات .
اليس النحل أعقل من بعض البشر؟!
إن النحلات التي تتعاطى هذه المسكرات تصبح سيئة السمعة .
ولكن إذا ما أفاقت هذه النحلة من سكرتها سُمٍح لها بالدخول إلى الخلية
مباشرة وذلك بعد أن تتأكد النحلات أن التأثير السام لها قد زال نهائيا ً.
حتى أن النحلات تضع من أجل مراقبة هذه الظاهرة وتطهر الخلية من أمثال هؤلاء
النحلات تضع ما يسُمى
(bee bouncers) وهي النحلات التي تقف مدافعة وحارسة للخلية.
وهي تراقب جيدا ً النحلة التي تتعاطى المسكرات وتعمل على طردها , وإذا ما عاودت الكرة فإن
"الحراس"سيكسرون أرجلها لكي يمنعوها من إعادة تعاطي المسكرات.
ولقد ميز الله النحل وزودها بتجهيزات يعرف من خلالها تلك النحلة التي تعاطت
مادة مسكرة - ثمار مخمرة-فتطردها وتبعدها .
وللنحل قوانين صارمة تعاقب بموجبها تلك النحلة التي تسكر-
تبدأ هذه العقوبات من الطرد والإبعاد وتنتهي بكسر الأرجل .
فسبحان الله .